البصمة الثالثة والثقة المعدومة ( 1 من 2 )

بقلم كابتن / موسى بهبهاني





البصمة حديث الساعة :

بدأت الجهات الحكومية بتطبيق نظام البصمة  الثالثة لإثبات التواجد أثناء الدوام لجميع الموظفين تنفيذا لقرار مجلس الخدمة المدنية !!!!

ديوان الخدمة المدنية أوضح في تعميم صادر مواعيد إثبات الحضور للموظف بالبصمة الثالثة حيث يتم بعد مرور ساعتين من بصمة الحضور ؟؟؟

واعلن بأن تطبيق الآلية الجديدة تم استحداثها لضبط العمل في هذه الجهات !!!

-أي هو اتهام صريح بعدم الالتزام بمواعيد الدوام يشمل جميع الموظفين دون استثناء فالموظف الملتزم والموظف غير الملتزم سواء !!!

وهنا نتوقف لمعرفة السبب الرئيسي الذي بسببه أتخذ هذا القرار المفاجئ !!!!

-قيل بان السبب فى اتخاذ هذا القرار هم ( الموظفين ) الذين لا يلتزمون بالتواجد فى مقار  أعمالهم ؟؟؟؟

ايعقل بان يتم اتهام كافة موظفي الدولة  بالتسيب وعدم الالتزام بالعمل !!!

ايعقل ان يتهم جميع الموظفين بعدم الإخلاص بالعمل !!!

إذاً …. من الذي يعمل فى هذه الجهات الرسمية  ؟؟؟

أين دور المسؤولين والمراقبين ورؤساء الأقسام عن هذا التسيب ؟؟؟

-أليس المسؤولون الذين يديرون المرافق العامة مناط بهم متابعة الحضور والانصراف و تواجد الموظفين على رأس عملهم ؟؟؟

-أليس دور المسؤولين عن ادارة تلك المرافق تطبيق العقوبات الإدارية على كل موظف مخالف لشروط العمل من :
 ( تأخير - تغيب - هروب - عدم إنجاز العمل -…… ) والعقوبات تتدرج بدءً من لفت النظر الشفهيّ، ثم الكتابي ،ثم الإنذار الأول ،والإنذار النهائي والخصم من الراتب  وتأخير الترقية والحرمان من الأعمال الممتازة ،وان كان الغياب 15 يوماً متواصلاً أو 30 يوماً متفرقاً تطبق أقصي عقوبة وهي الفصل من الوظيفة - ……..

وللعلم فإن العمل الإداري فن وقيادة وحسن إدارة ،فالمسؤولون  الاكفاء وأصحاب الخبرة والذين هم من رحم القطاع فهؤلاء تدرجوا في السلم الوظيفي من الأسفل إلى قمة الهرم الإداري ،ومن كان هذا حاله فإنه يتمكن بالارتقاء بالقطاع  الذي تحت إدارته بالعمل والإنتاج والكفاءة . 

-ان افترضنا جدلاً صحة الرأي القائل بان هناك عدم التزام من الموظفين بمواعيد العمل !!

فمن المفترض محاسبته بالمقام الأول الموظف ام المسؤول ؟؟؟؟

-بالتأكيد المسؤولين من القيادة الوسطي والعليا هم من يجب ان يحاسبوا اولاً ،لأنهم لم يقوموا بأداء عملهم من متابعة الموظفين الذين تحت إدارتهم . 
فمن واجب المسؤولين متابعة تواجد الموظفين فى أماكن عملهم ، ومحاسبة كل من لا يلتزم أو يؤدي مهامه .

-هناك من يقول بان بعض المسؤولين الذين تبوأوا تلك المناصب القيادية ليسوا من المختصين فى المنشأة الحكومية التي يعملون بها ؟؟ 

فهناك من استلم المنصب بالباراشوت !!! ومنهم من استلم المنصب بالواسطة !!! 
و آخر استلم المنصب بواسطة متنفذ !!!
وآخرين من مزوري الشهادات الوهمية !!!

ولذلك لن يتمكن هؤلاء من إدارة المرافق المناط بهم بنجاح ،ففاقد الشي لا يعطيه .

فمن باب اولي محاسبة هؤلاء اولاً ، بل وعزلهم من تلك المناصب لفشلهم بإدارة المرافق الحكومية ،بل يتم سحب القرارات الإدارية الصادرة بترقيتهم لهذه المناصب .

نسرد قصتين لنستخلص منهما العبر :

القصة الاولي من القرآن الكريم :

تعلمنا كيفية القيادة  ومهام المسؤول ،فالقائد مسؤول وواجب عليه تفقد جميع من تحت إدارته ، ومعرفته بهم.

وفي قصة النبي سليمان مع الهدهد ، لم يجد النبي سليمان عليه السلام  (الهدهد) فى الاجتماع الصباحي اليومي .

" وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ "

ويدل ذلك على اليقظة والانتباه، لمن تحت ادارته، ومعرفته بكل الحضور، وكذلك معرفته بمن غاب عن الاجتماع بعذر، ومن غاب بدون عذر ، وهو يعلم بأنه لم يرسله لمهمة ولم يأخذ الهدهد إذناً لغيابه ، وفي تطبيق هذه الأمور التي وردت في القصة على حياتنا ، وهذا أمر مهم، نستخلص بأن المسؤول يجب عليه أن يكون على علم بكل من يعمل تحت قيادته ، وأن يحرص على سلامتهم وتوفير الأمان لهم ، وإعطائهم الفرصة لإبداء الرأي، وتقديم الاقتراحات، والإصغاء والاستماع الجيد لهم، وخلق جو صحي يبث الراحة والطمأنينة في النفوس.

القصة الثانية من الواقع :

نذكر قصة من الواقع ، فى احدي المؤسسات الحكومية ، حصل خلاف فى العمل بين احد الموظفين و مدير الإدارة ،والخلاف كان محتدماً بينهما ،  وكان الموظف يقوم بأداء  العمل الموكل إليه بكل تفاني ،وملتزماً بمواعيد الحضور والانصراف و التواجد فى مقر العمل ، وفى يوم من الأيام وصل متأخراً إلى العمل وكان آنذاك نظام أثبات الحضور باستخدام كرت الحضور والانصراف ، وكان مدير الإدارة من اوائل الملتحقين بالعمل ، وكذلك كان يجلس فى مكتب الحضور والانصراف، وهذه تحسب له من حيث متابعة التحاق الموظفين بالعمل ، وكذلك ليكون قدوة للموظفين بأهمية الالتزام و الالتحاق بالعمل فى الوقت المحدد .

وعندما تقدم الموظف بأخذ الكرت الخاص به بالموقع المحدد له ،لم يجده فى مكانه ؟؟
لأن الموظف المسؤول عن الدوام بعد مرور فترة السماح يقوم بسحب الكرت ويحتفظ به على مكتبه
 فبادره بالسؤال عن سبب التأخير ؟؟ 
فأجابه : كنت نائماً  ؟؟؟
 فطلب منه ان يكتب على الفورمة الخاصة ذاكراً سبب التأخير و التوقيع على الفورمة
 واخذ الفورمة ليقوم بإملاءها

وهنا تدخل المدير موجهاً كلامه لمسؤول الدوام أنت لا تميز بين الموظف المواظب والموظف المهمل ؟؟

فهذه اول مرة يتأخر عن الالتحاق بالعمل ، وهو دائماً ملتزم بأوقات الحضور ومتواجد فى مقر عمله ، وطلب كرت إثبات الحضور من المسؤول وقام بالتوقيع فى خانة الحضور بنفسه !!! 
واعتذر عما بدر من مسؤول الدوام وطلب منه الالتحاق بمقر عمله بكل ود .

وتلك القصة فيها الكثير من العبر منها :

١- أن المسؤول يجب أن يكون من أوائل الملتحقين بالعمل ، فهو قدوة حسنة للموظفين .
٢-أن المسؤول يجب أن يكون ملماً  بكل الموظفين الذين تحت ادارته ويعرف الموظف المواظب والموظف المهمل .
٣- أن يقوم المسؤول بأداء دوره كمسؤول بكل أمانة لا يميز بين الموظفين فالكل سواسية أمامه .
٤-ان تنفذ العقوبات الادارية بدون تمييز ان كان الخطأ من الموظف .
٥-هذه القصة فيها درس للمسؤولين ، فحتى وان كانت هناك خلافات فى العمل مع الموظفين ، فلا يجب ان يكون هذا سبباً للانتقام او ظلم الموظفين ، فالعمل له آلية خاصة والمسؤول كذلك له مساحة للتصرف و اتخاذ القرارات الحازمة .

( ومن غير المقبول ان يُجَرد المسؤولون من صلاحياتهم الإدارية ) .

فهل تتمكن هذه البصمة من تحقيق هذه المشاعر الإنسانية والمسؤولية الكبيرة ويكون هذا الجهاز هو المسؤول !!!

-شرذمة تبث السموم :

ابتلينا بشرذمة ( قليلة ) يبثون سمومهم فى المجتمع ويتعمدون الإساءة للآخرين فمنهم 
من يقوم بترويج كلام مقيت ويتهم الموظفين أبناء وطنه بشتي أنواع التهم مثل :

الكويتي لايعمل ؟؟
الكويتي مهمل ؟؟
الكويتي مدلل ؟؟
الافنيوز صار فاضي ؟؟

- ونقول لهؤلاء : قولوا خيراً أو أصمتوا ، بدلاً من قول هذه الادعاءات الباطلة وترويجها .

الا تعلمون بأنكم تسيئون بهذه العبارات لجميع موظفي الدولة ؟

واتهاماتكم لأبناء بلدكم بهذه العبارات الكاذبة يدل ذلك على ضحالة فكركم  .


هؤلاء عرفوا شيئا وغابت عنهم أشياء لذا نذكرهم لعل الذكري تنفع المؤمنين

اللهم أحفظ الكويت آمنة مطمئنة ، والحمد لله رب العالمين

 

هل أعجبك؟


شاركنا تقييمك


أضف تعليقك

أخبار
كتب

جميع الحقوق محفوظة

2025 © دار الحكمة