البصمة الثالثة والثقة المعدومة ( 2 من 2 )

بقلم كابتن / موسى بهبهاني





ذكرنا فى الجزء الأول من المقالة أسباب اتخاذ قرار البصمة الثالثة ،و هناك من ينشر الادعاءات الباطلة ،الا تعلمون بأنكم تسيئون بهذه العبارات لجميع موظفي الدولة ؟
واتهاماتكم لأبناء بلدكم يدل ذلك على ضحالة فكركم  .

هؤلاء عرفوا شيئا وغابت عنهم أشياء لذا نذكرهم لعل الذكري تنفع المؤمنين .

-نحن نرى الكويتيين مخلصين فى اداء مهامهم ويعتمد عليهم فى الشدة وفى الرخاء ، ومواقفهم مشرفة وكثيرة ومتعددة .


نذكر البعض منها فى مواقف الشدة :

١- فى الغزو الغاشم سنة 1990 عندما غادر جميع الوافدين عائدين إلى اوطانهم خوفاً على سلامتهم، قام أبنائنا بجميع الاعمال ، صغيرة كانت أم كبيرة ، دون منٍّ ولا ضجر أو تأفف ولا طلباً لغاية مادية ، بل خدمة للوطن العزيز الذي وقع تحت براثن المحتل الغاشم ، 

( الكويتي ) ابن البلد  قام بإدارة المرافق الصحية والنفطية ومحطات الكهرباء والماء ، والإطفاء العام ،قام بنقل الجرحي والشهداء والموتي والقيام بمواراتهم في القبور ، نقل القمامة يومياً إلى المحرقة ،عمل فى المخابز والمحلات الغذائية بمختلف أنواعها ، استلم أبناءنا الجمعيات التعاونية و قاموا بادارتها بنجاح .وتعرض الكثير منهم للأسر والقتل . 

٢- الفريق التطوعي الكويتي لإطفاء الآبار تصدر المشهد فى إطفاء آبار النفط المشتعلة بكفاءة وحرفية مميزة .

وباء الخنازير و كورونا :

من خرج إلى الميدان هو الكويتي ،فحص العمالة فى مقر العمل ، العمل فى المستشفيات الميدانية ،التنقل والذهاب إلى المنازل والمباني السكنية ،معرضين حياتهم للخطر ومنهم من استشهد ومنهم من أصيب بالوباء .

ضرب الناقلات والموانئ :
١- أثناء الحرب بين الجارتين ايران والعراق تعرضت الكويت لضرب ناقلاتها النفطية ، فقام الكويتيون بالاستمرار بالعمل البحري لم يوقفهم الخطر الذي قد يتعرضون له ،بل قام القطاع البحري فى مؤسسة الموانئ الكويتية يومياً بنقل البارجات البحرية المثبتة عليها العواكس الرادارية، والإبحار بها لساعات ليتم تثبيتها  عند مداخل الموانئ البحرية والصهاريج النفطية والأماكن الحيوية لتكون أهدافاً وهمية تحمي المنشئات الحيوية من القصف .
لم يبال هؤلاء الكويتيون من التعرض للخطر والموت فى سبيل الوطن .

٢-أثناء حرب تحرير العراق من الطاغية تعرضت الكويت لهجمات صاروخية ومرت إحداها بجانب سفينة مغادرة الميناء بقيادة المرشد البحري الكويتي ،ولم يثنهم ذلك عن الاستمرار بأداء الواجب الملقى على عاتقهم ، ففى سبيل الكويت كل شئ يهون .

الذهاب إلى غزة :

فى ظل الحصار والقتل العشوائي اليومي لاهلنا فى غزة المحاصرة ، غادرت كوكبة من الأطباء الكويتيين على دفعات إلى غزة الشموخ لتقديم المساعدات الطبية وإجراء العمليات الجراحية ، فهؤلاء كانوا فدائيين ، معرضين حياتهم للخطر ومن دون خوف .

-بالتأكيد انتم أيها المتنمرون ليس من شيمكم القيام بتلك الأعمال البطولية . 

وكذلك فى مواقف الرخاء ،الكويت تفتخر بأبنائها العاملين فى عدة جهات نذكر البعض منها  ( وزارة الدفاع - وزارة الداخلية -الإطفاء العام-وزارة الخارجية -وزارة الكهرباء -وزارة النفط -وزارة الصحة -مؤسسة الموانئ الكويتية -مؤسسة التأمينات الاجتماعية -هيئة المعلومات المدنية -……….. ) 

ختاما :

الكويتي أهل للثقة فهو مؤهل للقيام بجميع الأعمال ، يتميز بالخبرات المميزة والتي تفوق قدرة الآخرين بمراحل .
وندعوا الأكاديميين وأهل الاختصاص بتصحيح المسار فلا يمكن ان تكون الإدارة مبنية على الشك والريبة بالموظفين .

هناك ٣ اساليب لإدارة العمل  
١-النموذج التقليدية( Traditional model )
( الرقابة تكون مشددة بالترهيب والطاعة العمياء  يعتمد على التهديد ، والتشديد،وعدم الثقة بالموظفين …،،) .

٢-نموذج العلاقات بين الموظف والمسئول  (
‏Human relations model  )
علاقة ودية بين الموظف والمسئول تلغي الحواجز بينهما ( أسلوب لا بأس فيه ).

٣-نموذج الموارد البشرية 
 ( Human Resources model )
وهو يعتمد على الاحترام والثقة بالموظف ,بل وإشراكه بإتخاذ القرار ( وهو الأفضل لزيادة الإنتاج وتلك سياسة متبعة بالشركات الكبري ). 

-البصمة الثالثة معيبة وفيها ذل, وعدم ثقة بالموظف ,وهو نظام فاشل يلغي ثقة الإنسان بنفسه ,ويجعله يكره و ينفر من عمله ,وهذا الأمر غير مقبول ، مما أدي إلى تدافع الموظفين طلباً للتقاعد …
هل من العدل ان نفقد خبرات نحن أحوج اليها ؟؟ 

-عموماً البصمة لا تتحكم فى مشاعر وظروف الإنسان. و الإنتاج يكون غير مجدي .

فمن قدم التوصية ب ( البصمة الثالثة ) لم يجانبه الصواب و تجاهل العمل الإداري من حيث تدرج  المسؤلية ،وإلغاء دور المسؤولين وتجريدهم من صلاحياتهم الوظيفية، أليس من الأفضل  وضع خطط لتشجيع و تحفيز الموظفين على زيادة الإنتاج بدل هذا القرار .

—أيضاً لا ننفي أنه هناك فئة وإن كانت قليلة ، لديهم إعفاءات رسمية من الجهات التى يعملون بها ،أو متمارضون لا يؤدون أعمالهم بأمانة، أو لا يداومون نتيجة توصية من متنفذ .

فالخلل ليس بالموظفين وإنما الخلل بالمتنفذ أو المسؤول الذي يقوم بإعفاء موظفيه ويحابي بعض الموظفين على حساب البعض الآخر في التقييم السنوي ،وذلك لأجل مصالح شخصية أو إجتماعية أو بسبب عدم كفاءته وذلك لانه وصل الى سدة الكرسي بالواسطة وليس بجهده وعمله أو بالتعيينات الباراشوتية ،فهؤلاء  ليس بأمناء ولا مخلصين في عملهم ،ولذلك يجب محاسبة كل من استغل منصبه وقام بتلك المخالفات .

-ولا نؤخذ المخلصين بجريرة المفسدين  مصداقاً للآية الكريمة :

  { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }

اللهم أحفظ الكويت آمنة مطمئنة ، والحمدلله رب العالمين

 

هل أعجبك؟


شاركنا تقييمك


أضف تعليقك

أخبار
كتب

جميع الحقوق محفوظة

2024 © دار الحكمة