الواقع الأليم

بقلم كابتن / موسى بهبهاني




بعد العدوان المستمر والمتواصل على الشعب الفلسطيني فى غزة العز والكرامة والصمود  قرابة سنة ميلادية كاملة ، انعطف العدوان ليطال دولة لبنان الشقيق ، فتم العدوان على سيادته وأمن شعبه الكريم .

وكعادة الغزاة استباحوا الأراضي وشنوا هجوماً واسعاً باستخدام أحدث الطائرات الحربية فى العالم ،وبسبب عدم وجود غطاء جوي لردع الطائرات ستكون النتيجة خسائر مادية و بشرية فادحة ،شهداء ومصابون من المدنيين العزل ،بالإضافة إلى تدمير المرافق العامة والممتلكات الخاصة والبنية التحتية .

وكل ذلك يتم أمام مرأي العالم أجمع ،و لا يتجرأ كان من كان ان يعدّ ذلك انتهاكاً لحقوق الإنسان !!!
فكما كان العدوان الاسرائيلي على غزة ،تم توسيع رقعة العدوان ليطال دولة لبنان الشقيق .

فبعد العدوان على غزة ، اتبع نفس السيناريو من قتل وإبادة وتهجير ضد الشعب اللبناني ..
الا يعتبر ذلك انتهاكا جلياً للقانون الدولي لحقوق الإنسان !!!

من الذي يتمكن من لجم هذا العدو الشيطاني الغاشم وحماية المنطقة مما لاتحمد عقباه !!

أين دور جامعة الدول العربية !!
أليست فلسطين ولبنان أعضاء فيها !!

أين دور مجلس الامن .. ولماذا لا يتحرك لإيقاف هذا العدوان البربري !!
الا يعتبر ذلك فشلاً مدوياً للمجتمع الدولي فى تفعيل قوانينه وأخلاقياته ؟؟

معايير و أخلاقيات غريبة !!! فمن 
يدمر منازل الناس على رؤوسهم ويفتك بالأطفال والنساء والكهول باستخدام الأسلحة  الفتاكة الممنوعة والمحرمة دوليا ، تجيزها له الدول المتحالفة مع هذا الكيان السرطاني وتسمي ذلك بالحق المشروع للدفاع عن النفس !!!
و يسلبون حق الرد من أهالي الضحايا على هذا العدوان السافر بل ويسمون هذا الحق بالأرهاب !!!

الدماء الإسلامية أصحبت لا قيمة لها عند من يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان !!

المنطق الاعوج الغريب !! 

طائرات الصهاينة تصول وتجول فى الأجواء اللبنانية وغزة تقصف وتدك المباني على ساكنيها بحجة قتل بعض أفراد المقاومة !!!
وتطلب من الطرف المعتدى عليه عدم الرد وتقبل القصف والدمار والقتل !!!

بالرغم من الإمكانيات المتوسطة المتوفرة لدي المقاومين الأحرار تمكنوا من الرد على تلك الهجمات البربرية بكل ثقة ودقة ،  بل دب الخوف فى قلوب المستوطنين مما أدى إلى مغادرة مناطقهم والاختباء فى مناطق أخرى

{ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ }

معاداة الصهيونية سابقا :
رفضت الدول العربية جميعا احتلال فلسطين لإقامة مايسمي بدولة إسرائيل ، وقاومت هذا الكيان الاستعماري ورفضت الاعتراف به والتطبيع وإقامة كافة العلاقات معه ، كنا أمة واحدة معاً فى جميع الحروب ضد هذا الكيان الغاصب .
مواقفنا موحدة إزاء القضايا القومية المشتركة الكبري .كان الكيان الصهيوني الغاصب منبوذاً منذ استيطانه أرض فلسطين من جميع الدول العربية المحيطة بها ، وكانت علاقاتها مع حلفاءها الغربيين فقط .

أما الموقف الحالى :

اعترف بعض الدول العربية بالكيان الصهيوني وأقام علاقات دبلوماسية واقتصادية مباشرة مع الكيان الصهيوني ولم يرغب فى مقاومة هذا الكيان الشيطاني المارد ، وتلك المواقف جعل الصهيوني يتمادي فى قتل الشعب الفلسطيني لمدة سنة ميلادية ولا يزال مستمراً إلى الآن فى قتل الأبرياء .

ولذلك لا يهتم هذا الكيان السرطاني بالعرب ولا بالمسلمين ، فهؤلاء السفلة يقتادون على بث الفتن بين الفرق الإسلامية المختلفة بهدف خلق عداوات وحروب بين أبناء الشعوب الإسلامية .

الموقف الكويتي المشرف :

كلمة ولي العهد سمو الشيخ / صباح الخالد فى الأمم المتحدة :

 ( نجدد مناشداتنا على ضرورة التزامنا جميعا بالقانون والمواثيق والمعاهدات الدولية مع التأكيد على أهمية التعامل بمسطرة واحدة بعيدا عن ازدواجية المعايير ، ولعل مايحدث فى فلسطين من إبادة جماعية راح ضحيتها اكثر من ٤١ ألف شهيد غالبيتهم من النساء والأطفال وعجز مجلس الامن من إيقاف هذا العدوان السافر لهو مثال قاطع مؤسف على نهج الكيل بمكيالين فى تطبيق القانون الدولي الأمر الذي يجب إلا يكون له مكان فى مستقبلنا حتي لا ننزلق إلى عالم تسوده سياسة الغاب )

صدمة حظر النفط العربي :

الموقف العربي والإسلامي الموحد  اتخذ لمواجهة المد الإسرائيلي و الدول الداعمة لها بحظر بيع النفط الخام فى حرب اكتوبر 1973 مما تسبب في تكبيدهم خسائر اقتصادية كبيرة  .

إنما الآن … أين تلك المواقف الفاعلة والمؤثرة ؟؟
وماهي أسباب تفرقنا و تشتتنا ؟؟ 

هل تفرقنا بسبب الفتن التى تحاك ضد امتنا العربية والإسلامية ؟؟
هل بث سموم الفتنة الطائفية جعلتنا نعادي بعضنا الآخر  ( فرق ومذاهب ) ؟؟
أليس ما يجمعنا أكبر من ذلك !!

نعم يجمعنا الوطن الواحد ،اللغة ،العادات والتقاليد ،الدين فكل ذلك يجمعنا ويلم شملنا ،ولكننا ركزنا على ما يشتتنا، وتجاهلنا ما يجمعنا، وهناك ممن يدعون بانهم رجال دين  ركزوا على نشر هذه الفتن ونشاهد بين الحين والآخر المتصهينين العرب يقومون بهذا الدور النتن ،يفرحون بقتل اخوانهم المسلمين على يد اليهود الصهاينة ليس لشيء إلا للاختلاف في المذهب أو الفكر السياسي ، فرحين راضين بصنيع القتلة .
و ينعت الضحايا بقوله :
إنهم مجرمون، ويستحقون القتل، ويُبرِّئ الصهاينة القتلة، ويلقي لهم التحية ويَصِفهم بالأبطال !!!
متناسين بأن الصهيوني الذي اغتصب الأرض وأهان كرامة المسلمين فى مقدساتهم ،يقتلون الأطفال والنساء والشيبة … لا يعتبرونهم بشر ، بل يعدونهم من  أدنى المخلوقات منزلة ، فلا يعترفون بالمواثيق  التي تتم مع المسلمين حتى قيام الساعة .

﴿ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ﴾ 

كان هدف الصهاينة فى هجومها النتن على غزة تحقيق الأهداف التي اعلنتها :

١-الاستحواذ علي غزة .
٢-اعتقال القيادات الفلسطينية . 
٣-فتح الممر من رفح إلى البحر المتوسط لإنشاء  قناة بن غوريون .
٤-تحرير الأسري .

وبعد مرور سنة ميلادية لم يتمكن من تحقيق تلك الأهداف على ارض الواقع .

تحية للشعب الفلسطيني المقاوم لهذا الكيان السرطاني .

{ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }

ولن ننسى موقف الجمهورية اللبنانية المشرف حيث إنها كانت أول دولة على مستوى العالم رفضت واستنكرت وأدانت الاحتلال العراقي للكويت 1990 دون تردد ودون انتظار المقابل .

والكويت تستنكر وتدين الهجمات الصهيونية على لبنان ونقول للشعب اللبناني لن تثنيكم هذه المجازر  ولن تهزمكم آلة الحرب مهما تعاظمت .

وندعوا المولي عز وجل لكم بالثبات والنصر ،
وأن يحفظ لبنان وأهله من كل سوء، وان يتغمد شهداءكم برحمته الواسعة ، ويلهمكم الصبر والسلوان ،والنصر حليفكم بإذن المولي عز وجل .

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة ، والحمدلله رب العالمين .

 

هل أعجبك؟


شاركنا تقييمك


أضف تعليقك

أخبار
كتب

جميع الحقوق محفوظة

2025 © دار الحكمة