الخَصْم صهيوني

بقلم كابتن / موسى بهبهاني



"إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب"  

هذه الكلمات هي الدافع الرئيسي لإنشاء الأمم المتحدة ، فبسبب الحروب الدامية التي راح ضحيتها الملايين من البشر ، تعمل منظمة الأمم المتحدة على منع النزاعات من التصعيد إلى حرب ، أو تقديم المساعدة في استعادة السلام بعد اندلاع النزاع المسلح ، وتعزيز السلام الدائم في المجتمعات الخارجة من الحروب

ساعدت الامم المتحدة في إنهاء العديد من الصراعات ، في كثير من الأحيان من خلال الإجراءات التي يتخذها مجلس الامن وهو الجهاز الذي تقع على عاتقه المسؤولية الرئيسية ، بموجب ميثاق الأمم المتحدة 
وهي ( الحفاظ على صون السلم والأمن الدوليين )

وعندما يتم تقديم شكوى تتعلق بخطر يتهدد حياة المدنيين والسلام تتخذ قرارات حازمة لإيجاد الحل الحازم
ويحق للمجلس اتخاذ عقوبات اقتصادية مثل ( الحظر الاقتصادي ) أو اتخاذ اجراء عسكري جماعي ( كل ذلك لم يتم في وقف الإبادة في غزة بسبب الكيل بمكيالين )

بداية الأحداث 

قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي بحصار غزة والبدء بتدميرها وقتل المدنيين وإبادة شعب  و تدمير مدن بأكملها … الإعتداءات امتدت إلى سنة ميلادية ، ولا تزال مستمرة إلى هذه اللحظة .. ولم تتمكن الأمم المتحدة من إيقاف هذه الاعتداءات السافرة من الصهاينة … فأعداد الشهداء والمفقودين والجرحى المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ وصلت لعشرات الآلاف دون أن تتمكن الأمم المتحدة من إيقاف هذا النظام السرطاني الشيطانيّ ، بل يستمر هذا الصهيوني بتحدي دول العالم في إبادة شعب بأكمله !!

وبسبب عدم اكتراث الصهاينة بالمجتمع الدولي تمادوا وتوجهت قواتهم إلى الاعتداء على كل من ( لبنان - سوريا - العراق - اليمن - إيران  ) بل زادت غطرستهم وهيمنتهم لتصل إلى حد إطلاق تصريح مستفز من مندوبهم بالأمم المتحدة يقول فيه : 
" أية دولة تتعدى على اسرائيل سنصل اليها وسننتقم منها !!!
"تستطيع يد اسرائيل ان تصل إلى أية دولة في الشرق الأوسط "
" لن نسمح بأي اعتداء يطال اسرائيل "

شر البلية ما يضحك :
1/ كلمة المندوب الصهيوني تدعونا إلى السخرية 

 يقول عن من يقاوم المحتل :

-الصواريخ تطلق على المدنيين العزل !!
-إعتداء على المباني والمنازل !!
 -إعتداء مباشر على الأسر !!
-شنت مذبحة بحق المدنيين ؟؟

أخرسك المولي عز وجل ، بلا خجل وبلا حياء يتفوه هذا المعتوه بتلك الكلمات الكاذبة متناسياً بأنهم هم من يقومون بكل تلك المذابح والموبقات منذ سنة مضت ولا تزال مستمرة للسنة الثانية ؟؟

ويطالب المجتمع الدولي بكل وقاحة الوقوف مع ( الصهاينة ) قتلة الأطفال والمدنيين  !!!


 2/ وزير دفاع الصهاينة  المسعور :

كل من يظن بأن يتعرض لنا سيردعنا فلينظر إلى غزة و بيروت !!!


هذا الأحمق يتفاخر بإبادة الأطفال والنساء والمدنيين بالإضافة إلى تدمير المدن معتقداً بانه سيرعب كل من يعارض سلوكهم العدواني يستقوي بالقوى العظمى ولا يعلم بان الشعوب الإسلامية تتوكل على الله فهو حسبهم ، جاهلاً بأن من يقاوم جنوده القتلة مقبلين على نيل الشهادة لا يريدون متاع الدنيا  


- هؤلاء المعتدين يريدون اخضاع جميع الدول لهم !!
هم يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار وسائر الناس لا قيمة لهم !!

متناسين بأنهم قتلة الأنبياء وناكثي المواثيق والعهود

-أليس الصهاينة هم من يقومون بالقتل والإبادة  ؟؟
-أليس الصهاينة من يقومون بالأعمال القذرة من القتل والغدر  باستخدام أساليب العصابات في الاغتيالات بدءاً بتفجير ( أجهزة المناداة  - أجهزة اللاسلكي - إغتيال رئيس حماس الشهيد / إسماعيل هنية بإنتهاك حدود دول أخرى - إغتيال رمز المقاومة الشهيد سيد /حسن نصرالله - بإستخدام  القذائف الممنوعة )

كل العجب عندما نرى ما قام به الصهاينة في استهداف واغتيال إنسان ، حسب ماورد في الوسائل الاعلامية ، تم استهداف الموقع المحدد بإطلاق عدد ( 85 ) صاروخاً ، حمولة الواحد منها  2000 رطل ، والرطل يساوي
454 جرام 
حمولة الصاروخ الواحد
 2000 * 454 = 908 كيلوجرام 

حمولة مجمل الصواريخ 
85 * 908 = 77180 كيلو جرام !!!

 كل هذا الكم الهائل من المتفجرات لسلب روح  إنسان  !!!

نتساءل ماذا فعل السيد الشهيد / حسن نصرالله لهذا الكيان الإجرامي ، بث الخوف في قلوب الصهاينة ، لذلك رعباً منه كانت رغبتهم بالإنتقام والخلاص ممن يقضّ مضاجعهم قيادة وشعبا ، بطريقة الجبناء تم إستخدام هذا الكم من المتفجرات ،
كأنهم أرادوا أن يزيلوا جبلاً من مكانه ، فهنيئا له تلك الشهادة التي أظهرت دناءة المعتدي ورفعة مقام الشهيد برصد تلك الميزانية المالية الضخمة لإستهدافه

أليس من حق الدول المعتدى عليها الدفاع عن نفسها ؟؟

أليس الردع مطلوب لهذا النظام الصهيوني القاتل المتغطرس الذي يبيح لنفسه إرتكاب المذابح ؟؟ 

- أخيراً بعد أن عربد الصهاينة في غزة ولبنان 
 وطاشت أيديها القذرة في العراق واليمن وسوريا وإيران كان ذلك المشهد المميز الذي لم نألفه مطلقاً ، الصواريخ وهي تنهمر وكأنها شهب من السماء وتتساقط على المواقع المتعددة فى الكيان الصهيوني ، وبهذه الصواريخ انتزعت شهوة النصر من الصهاينة وجاءت بمشاعر الفرح والغبطة والسرور للجميع ، خاصةً ممن هم تحت جحيم إطلاق النار والقتل المستمر ، في غزة كانوا فرحين بتلك المشاهد التي ارجعت الكرامة والعزة للأمة

كل الغرابة من البعض … هناك من يسمي الأسرى اليهود رهائن !!
 والشهداء المسلمين قتلى !!!
وكل من يقاوم الصهيوني إرهابي !!

سبحان الله ، صدق من قال :
لكل داء دواء يستطب به ، إلا الحماقة أعيت من يداويها

فلنراجع أنفسنا إما أن نكون مع الحق أو نكون مع الباطل ، واعرف الحق تعرف أهله

 قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام  

( ما لم تنصر الحق فأنت مع الباطل )

نتساءل نكون بجانب أي من الفريقين ؟؟
-الصهاينة أو العرب ؟؟

( إن للباطل جولة وللحق صولة ) 

الباطل يكسب مرة والغلبة والسطوة في النهاية للحق

إذا اشتعلت الحرب الشاملة في المنطقة فماذا نحن فاعلون ؟؟
هل نحن مستعدون لهذا الأمر ، وهل تم تشكيل فرق لإدارة الأزمات ؟؟

ختاماً :

 { ٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ } 

إن الفرقة والاختلاف في المواقف والرأي تضعفنا وتمكن الأعداء من تحقيق مآربهم النتنة

تَأْبَى  الرِّمَاح  إذَا  اجتمعنّ تَكَسَّرَا 
وَإِذَا  افْتَرَقْن  تَكَسَّرَتْ  آحَادًا

فالعداء والتحاسُد والتباغُض أمور منهي عنها ، وما ينهى ديننا الحنيف عن شيء إلا وهو خير للبشرية ، والخير كله في اتِّباع ما شرعه الله ودعا إليه نبيه من نبذ الشقاق والفرقة

إن الأمة الإسلامية متى ما اجتمعت واتحدت ، لن تتمكن أية أمة مهما كانت قوتها النيل منها ، لأن يد الله مع الجماعة ، و باتحادها تكون محمية ، فما قويت أمة متفرقة مشتتة ، وما ضعفت أمة اجتمعت وتكاتفت وارتبطت بربها

 نسأل الله أن يجمع شملنا وقلوبنا على طاعته ، وألا يجعل في قلوبنا غِلاً للذين آمنوا
اللهم أنصر الإسلام والمسلمين
وأخذل الكفار واليهود والظالمين
اللهم أرنا في اليهود وأحلافهم وأعوانهم نكالا يا رب العالمين

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة ، والحمد لله رب العالمين

   

هل أعجبك؟


شاركنا تقييمك


أضف تعليقك

أخبار
كتب

جميع الحقوق محفوظة

2025 © دار الحكمة