⇄
دولة الكويت جبلت على حب العمل الخيري وتقديم المساعدات لكل محتاجي دول العالم دون تمايز فى الدين ،المذهب ،الطائفة ،العرق او اللون ،بل تقديم المساعدة لكل إنسان بحاجة اليها . منذ القدم وقبل اكتشاف النفط كان الكويتيون يبذلون العطاء بما تجود به انفسهم وعلى قدر إمكانياتهم ، ولهم وقفات مشهودة عبر السنين سواء داخل الكويت أو خارجها ،ويذكر التاريخ بان الرجال والنساء ساهموا لتقديم المساعدات لاخوتنا فى فلسطين إبان احتلالها من قبل الصهاينة ، شارك الرجال بمساهمات مالية كل على مقدرته والنساء ساهمنّ بحلي الذهب الخاصة بمهورهن لمساندة الشعب الفلسطيني .
وبالطبع تطور العمل بجمعيات النفع العام والمبرات لاحقاً بحيث أشهرت عدة مؤسسات خيرية ومبرات أهلية لتقدم المساعدات من اجل المستضعفين والمنكوبين واليتامي والمحتاجين فى جميع أقطار العالم .
وعد المولي عز وجل كل من يساهم بالبذل والإنفاق فى سبيل الله بأن لهم أجراً عظيماً .
{ مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }
وسنذكر اليوم أحدى الشخصيات الخيرية البارزة من رجال الأعمال المحسنين في الكويت .
الوجيه الفاضل / إبراهيم طاهر البغلي حفظه الله
تلك الشخصية الفذة المميزة ،جمعت فيه الخصال الحميدة، و يعرف عنه بأنه صادق فى حديثه ، طيب القلب ،يبذل العطاء بهدف تقديم الخدمات الاجتماعية لمستحقيها بلا أجر مادي بالرغم مما يبذله من جهد و وقت على حساب حياته الخاصة .
تقلد ( البغلي ) عدة مناصب ، منها كان مديراً للمتاحف ثم كرّمته الدولة بان نال منصب سفير النوايا الحسنة ، لكنه أخذ على عاتقه العمل التطوعي الخيري بدءاً بإشهار مبرة - الابن البار - انطلاقا من أهمية العلاقة الاسرية ،
التى أُسست بهدف تعزيز قيمة بر الوالدين وتشجيع الأبناء على الاهتمام بالمسنين في المجتمع الكويتي ،تحت رعاية هذه المؤسسة تُنظم سنوياً "جائزة الابن البار" التي تُكرم الأفراد الذين أظهروا الوفاء والاحترام لوالديهم أو لكبار السن في أسرهم.
وقد سار فى هذا المجال لعدة سنوات ولا يزال فى تكريم كوكبة من الشخصيات المتفردة فى المجتمع الكويتي بجميع اطيافه
ساهم في إطلاق "بطاقة مسن" التي توفر امتيازات خاصة لكبار السن في الكويت، بما في ذلك تسهيلات في المعاملات الحكومية وأماكن مخصصة لركن السيارات.
تسعى جهوده أيضا إلى تثقيف الأجيال الشابة بأهمية العمل التطوعي وتعزيز ثقافة الرعاية لكبار السن في المجتمع، حيث ينظم فعاليات سنوية واحتفالات تكريم لدعم هذه القيم وتشجيع الإبداع والالتزام الاجتماعي بين الشباب .
وافتتح قاعة للاحتفالات بمنطقة الرميثية للمواطنيين بالمجان دون مقابل ، و أسس مبرة السيدة نفيسة الخيرية .
ثم انتقل إلى قضية مهمة وهي قضية الاحتياجات الخاصة واراد تكريم فئة تستحق منا جميعا التكريم على مستوي دول الخليج وهى شريحة المكفوفين ، فنظم مسابقة لقراءة القرآن الكريم شملت كافة الدول الخليجية .
وكان الاحتفال الختامي لتكريم المتسابقين فى دولة الكويت تحت رعاية وزير الأوقاف والشئون الإسلامية وثلة من القيادين- سفراء الدول المشاركة -جمعيات النفع العام-جمعية المكفوفين الكويتية -جمعيات المكفوفين الخليجية ( السعودية-عمان-الإمارات-قطر-البحرين )- الجمعية الوسطية الكويتية-وغيرها …
وقد هالني ما رأيت من تنظيم ورعاية وحضور مختلف رجالات الكويت ، والملفت للنظر ان تلاوة القرآن الكريم من قبل المكفوفين كانت قمة بالروعة والروحانية لدرجة ان الحضور كانوا منصتين لهذه التلاوة الجماعية ، فساد الصمت المطبق فى الصالة ، فلا تُسمع إلاّ آيات الذكر الحكيم وكأن الملائكة كانت تحلق بالمكان .
القرآن الكريم أنزله المولى عز وجل على رسوله محمد صل الله عليه وآله وسلم ،وهو المعجزة التي حفظها الله في قوله تعالى
( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ )
فالله حفظ القرآن من التحريف والتلاعب به فحفظه في قلوب المؤمنين .
وحث الرسول على تعلم القرآن فقال :
( خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ )
الرجل المناسب فى المكان المناسب :
رئيس جمعية المكفوفين الكويتية الاستاذ / فايز لافي العازمي ، شخصية متميزة لإدارة هذا المرفق الهام بالإضافة إلى انه أحد أعضاء الجمعية من ( المكفوفين )، ولذلك فهو يستشعر بكل ما تحتاج اليه هذه الفئة ، وهى رسالة إلى كل المسؤولين بان يتم إسناد المناصب القيادية إلى الرجل المناسب و فى المكان المناسب .
وكذلك حضر احد المتسابقين من دولة قطر الشقيقة بمعية والدته وكانت بادرة طيبة من اللجنة المنظمة بدعوتها للصعود إلى المنصة وأخذ شهادة التقدير والتصوير الجماعي مع المتسابقين .
ومن هنا نحيي الرجل الفاضل / إبراهيم البغلي الذي قام بتنظيم هذه المسابقة الخليجية الأولي فى المنطقة لهذه الفئة ( المكفوفين )
والذي بذل وبمبادرة شخصية منه كل ما تحتاج إليها هذه المسابقة من أمورٍ مادية واستقبال لضيوف الكويت من الدول الخليجية على نفقته الخاصة ، ولكنه مع هذا البذل والعطاء الشخصي منه ، آثر بان تكون هذه المسابقة تحت رعاية و إشراف الدولة .
اجْعَلْ فِعْلِ الْخَيْرِ لَك عُنْوَاناً
وَاجْعَلْ مِنْ نَفْسِك لِلرَّاغِبِين
فِي فِعْلِ الْخَيْرِ دَلِيلاً
البيت العود :
تميز المجتمع الكويتي منذ القدم بالترابط الأسري حيث كان المنزل الواحد يضم جميع أفراد الأسرة من : الجد - الجدة -الأب - الأم -الأخوة - الابناء والأحفاد.
لكل من أفراد الأسرة دور ، فالرجال عليهم العمل لكسب لقمة العيش ، و دور النساء التربية والإهتمام بشئون المنزل والقرارات ترجع إلى كبير الأسرة .
ومن هنا كانت الدروس فيجب أن يعامل كلً منهم بما يليق به، فيعطى الصغير حقه من الرفق والرحمة والشفقة عليه، ويعطى الكبير حقه من الشرف والتوقير والاحترام .
فكان الابن البار نتيجة تلك التربية الاسرية الصالحة .
تعتبر جائزة البغلي للابن البار من المبادرات الرائدة في الكويت، حيث تساهم في تعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية، وتشجيع الأفراد على تقديم الرعاية والدعم لكبار السن، مما يعكس قيم المجتمع الكويتي الأصيلة.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ الْقُرْانِ الْعَظِيمِ رَبِيعَ قُلُوبُنَا
ختاماً
هذه الفعالية والمبادرة الكبيرة تستحق منا الشكر والتقدير لمنظميها ،لأنها مبادرة متفردة على مستوي الإقليم الخليجي ،لذلك كل الشكر والتقدير للوجيه الاستاذ / إبراهيم البغلي واللجنة المنظمة لهذه الفعالية ،سائلين المولي عز وجل بان تستمر تلك المبادرات المستحقة فى بلدنا الحبيبة الكويت .
نتمني من جمعيات النفع الاخري ان تحذي لمثل هذه المبادرات المميزة .
الناسُ للناسِ مِن بدوٍ وحاضِرَةٍ
بَعضٌ لبعضٍ وإنْ لَم يشعروا خَدَمُ
اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين .
هل أعجبك؟
شاركنا تقييمك
أضف تعليقك
جميع الحقوق محفوظة
2024 © دار الحكمة