الفوضى الإبداعية

عبدالناصر السعدون

خلط الأوراق في عالم الفن: السينما، المسرح، والتلفزيون

في عصرنا الحالي، يبدو أن الفنون المختلفة - من المسرح إلى السينما، ومن التلفزيون إلى البودكاست ووسائل التواصل الاجتماعي - قد اختلطت بشكل غير مسبوق. لقد أضحت الحدود بين هذه الأشكال الفنية غير واضحة، مما أدى إلى تغييرات جذرية في كيفية استهلاك الفن وإنتاجه.



في ظل هذا الخلط، أصبحنا نرى ظواهر جديدة مثل ظهور الكومبارس كأبطال، بينما الأبطال الحقيقيون قد يتحولون إلى كومبارس. هذا التحول يشير إلى أزمة حقيقية في معايير التقييم الفني، حيث تتلاشى القيم التي كانت تحكم عالم الفن. فنحن نشهد إنتاجًا يركز على التسلية فقط، بعيدًا عن الرسائل الهادفة التي كان الفن يسعى لنقلها.

الأصوات النشاز

مع هذا التوجه، تتعالى الأصوات النشاز والصراخ، وتغيب الأصوات التي تحمل رسائل عميقة. لقد أصبحنا نعيش في عالم مليء بالأعمال التي لا تحمل أي جديد، حيث تتشابه الأعمال وتتكرر الأفكار. النسخ واللصق أصبحا منهجًا شائعًا، مما يعكس فقرًا حقيقيًا في الإبداع.

غياب الوعي الفني

غابت الوعي الفني ومدارس التمثيل والإخراج التي كانت تعزز من قيمة العمل الفني. لم تعد الفساتين والرد كاربت تعكس تميزًا فنيًا، بل أصبحت مجرد مظاهر للتباهي. الفن، الذي كان يومًا ما مجالًا للاحتفاء بالموهبة والإبداع، أصبح يفتقد إلى جوهره.

تكريم المبدعين

إن تكريم العمالقة الذين كدحوا في سبيل الفن بات نادرًا، فنرى أن المكرمين غالبًا ما يكونون من المدعوين الذين لا يحملون دومًا رؤية حقيقية للفن. بينما يُهمل أولئك الذين قدموا إنجازات حقيقية، مما يزيد من مشاعر الإحباط بين المبدعين الحقيقيين.

الخاتمة

إن خلط الأوراق في عالم الفن قد ألقى بظلاله على جودة الأعمال التي تُنتج. نحن بحاجة إلى إعادة تقييم معاييرنا الفنية، والعودة إلى قيم الإبداع والتميز. يجب أن نعيد للفن رسالته الحقيقية ونعيد الاعتبار للمبدعين الذين يستحقون التكريم، لنستطيع استنشاق عطورنا المميزة من جديد.

لنقف ياقلمي


هل أعجبك؟


شاركنا تقييمك


أضف تعليقك

أخبار
كتب

جميع الحقوق محفوظة

2024 © دار الحكمة