⇄
عادة المواجهة في الحروب تكون بين جيشين نظاميين ، إنما الحال فى غزة المحاصرة هي مقاومة شعب محتلة أراضيه ضد غزاة مرتزقة تجمعوا من جميع بقاع العالم، واستوطنوا واحتلوا أرض فلسطين فهي حرب مشروعة ضد الغزاة دفاعاً عن الوطن
أليست مقاومة المحتل واجب وطني ؟؟
أليست المقاومة قرار وطني يتخذه الشعب ؟؟
وشاهدنا ذلك جلياً فى غزة العز ، بإحتضان جميع المواطنين لأبنائهم المقاومين طوال فترة 15 شهرا متواصلة ، بالرغم من سقوط قوافل الشهداء يومياً جراء القصف الاهوج ، وبالرغم من دمار المنازل و القرى والمناطق ، ظلوا صامدين صموداً منقطع النظير ،نجدهم متواجدين في مناطقهم وبين الأنقاض وفى الخيام متحملين الألم بفقد الأحبة من أبناء ونساء ورجال مدنيين غير مقاتلين ،صابرين محتسبين للمولي عز وجل
استخدم الطغاة الغزاة كافة أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً التي دمرت كل شئ ولم يستثن شئ ،بل شملت المستشفيات والمدارس وخيام الإيواء وبسبب هذا القصف المستمر ذهبت ضحية تلك المواجهة عشرات الآلاف من المدنيين ،من كبار السن والأطفال والنساء ولم تفرق الآلة العسكرية الصهيونية بين عسكري او مدني ، مأساة وجريمة نكراء أمام مرأى ومسمع دول العالم دون ان تتمكن طوال تلك الفترة الطويلة من إيقاف تلك المجازر الوحشية التي أمتدت لمدة 15 شهراً من حصار جائر وتجويع وترويع وابادة شعب
المفارقة أن الطغاة الظالمين الصهاينة حازوا على الدعم التام ،فكانت تصل إليهم المساعدات و المعدات العسكرية والأسلحة والذخائر و الأدوية والمواد الغذائية بوتيرة سريعة يومياً من شتي الدول الداعمة لهم؟؟؟
وبالمقابل كان الطرف الآخر من المدنيين المحاصرين من أهل غزة يمنع عنهم كل أنواع الدعم والمساعدات الطبية والغذائية فلا يصل لهم أي شئ بل الحصار والتجويع والإبادة كان مصيرهم !!!
ونستذكر هنا كلمات قادة الكيان الصهيوني :
لن تكون هناك مقاومة ( حماس ) ؟؟
سيتم إخلاء غزة من الأسلحة ؟؟
لن نوقف العدوان حتي يتم تحرير الرهائن ؟؟
والنتيجة كما نراها الآن بعد ان ذهبت تهديدات قادة الكيان الصهيوني أدراج الرياح :
-اتفاق مع حماس على وقف العدوان .
-الاتفاق على آلية إطلاق سراح الرهائن .
النصر حليف غزة :
بعد كل هذا الهجوم الهمجي من الرعاع الصهاينة ،رضخوا أمام شجاعة وبسالة المقاومة المسلحة بالأسلحة الفردية الخفيفة ،وخرج أهالي غزة من تحت الدمار والأنقاض منتصرين بالرغم من كل الخسائر الفادحة من الأعداد الكبيرة من الشهداء والمفقودين والمهجرين والجرحى والدمار الكبير الذي طال الحجر والمدر ،فظلت المقاومة منذ بداية العدوان وحتي اللحظة الأخيرة صامدة يواجهون جنود الطغاة بكل بسالة ، والآن بعد توقف العدوان عادوا مرفوعين الرأس بدحرهم هؤلاء الجبناء .
-نعم انتصرت غزة لان أبناءها رفضوا التهجير ومغادرة تلك البقعة الصغيرة .
-نعم انتصرت غزة بفضل صمود أهلها .
-نعم انتصرت غزة بمساندتها من اخوانهم من عدة جبهات .
و جاء الانتصار بسبب الوحدة في الجبهة الداخلية .
ماهي الاستفادة من طوفان الأقصى :
نختصرها هنا فى نقطتين :
1/ البعد عن الصراعات الطائفية والمذهبية والاتفاق على مجابهة العدو الصهيوني وحده .
2/ لاشك ولا ريب هى “ الإنسانية “ فكل من يتصف بالمشاعر الإنسانية والقلب الرحيم لم يرضى بما تعرض له الشعب الغزاوي من ظلم وقتل وتنكيل فكانت الوقفات الاحتجاجية سواءً بالمسيرات والتجمعات السلمية او بقولٍ او كتابة كلمة تدين الظلم والعدوان .
الإنسانية جمعت شعوب العالم بالرغم من اختلاف الدين والطوائف واللون والفكر فهؤلاء اجمعوا على ادانة العدوان ضد الصهاينة فى عقر دار الدول الداعمة لهم مطالبين بوقف المساعدات للكيان الصهيوني .
بالإضافة إلى الموقف الحازم من مختلف مواطني دول العالم صغارا وكباراً باستخدام سلاح " المقاطعة " مقاطعة منتجات الشركات التى أعلنت تأيدها للكيان الصهيوني .
-لم تتعرض دولة الصهاينة فى تاريخها إلى حرب مداها 15شهراً متواصلة متكبدة مئات القتلى وآلاف الجرحي ، رغم أنها دخلت فى عدة حروب فلم تتعرض لمثل ماتعرضت له فى طوفان الاقصى.
ولم يتعرض الصهاينة إلى قصف فى عقر دارهم ،ولجوء المستوطنين إلى الملاجئ على امتداد مسيرتهم التاريخية ، بالإضافة إلى انهيار اقتصادهم من جوانب متعددة ، وشبه توقف الحياة الاجتماعية في الكيان الصهيونى ، ناهيك عن الرعب والخوف الذي صاحبهم طوال فترة العدوان .
وقد استجدوا وقف إطلاق النار لعجزهم عن تحقيق اهدافهم النتنة ولم ينالوا شيئا من شروطهم التعجيزية .
ولقد تفاجأ العالم رغم كل ماحدث من دمار ومجازر وابادة من صمود المقاومة و وقوفها كما كانت ثابتة على قدميها فى الميدان وأثبتت شرعيتها فى القطاع بابرام الاتفاق مع الصهاينة .
وسيسجل التاريخ هذا الانتصار الذي شارك فيه الشهداء القادة رحمهم الله ، وبسبب هذا الصمود استقال عدد من المسؤولين في الكيان الصهيوني من مناصبهم ،فكان هذا ايضاً نصراً يضاف إلى الانتصارات التي حققها أهل غزة على العدو .
ختاما
نبارك لأهل غزة ثباتكم وصبركم الكبير ،ونترحم على الشهداء الذين سطروا بدمائهم ملاحم العزة ، وندعوا بالشفاء لكل الجرحي .
لقد أثبتم إن إرادة الشعوب لا تنكسر ، وكرامة الإنسان أغلي من كل تحدي ، وقدمتوا درساً فى الصمود والإصرار على الحفاظ على الكرامة والحقوق المشروعة .
والشكر موصول لكل من ساند بموقف او كلمة او دعاء و وقف مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني
اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر ، وادم علينا نعمة الامن والامان
اللهم أحفظ الكويت آمنة مطمئنة ، و الحمد لله رب العالمين
هل أعجبك؟
شاركنا تقييمك
أضف تعليقك
جميع الحقوق محفوظة
2025 © دار الحكمة