الشيخ صباح السالم الصباح

بقلم : أبرار أحمد ملك


1913 م – 1977 م 

كانت انطلاقتنا الأولى متعلقة ببعض المواد المتعلقة بـ " سمو الأمير الراحل الشيخ عبد الله السالم اصباح – رحمه الله تعالى – " ، واليوم ننتقل إلى ركن آخر بمكتبتي الخاصة متعلق بـ " سمو الأمير الشيخ الراحل صباح السالم الصباح – رحمه الله تعالى – " ، ونبدأ حديثنا عن " سموه " بأنه ...

       ولد " سموه الشيخ الراحل صباح السالم الصباح ، في الـ 12 أبريل 1913 م ، وهو الحاكم الثاني عشر للبلاد والثاني من سلسلة الأمراء ، بعد الاستقلال تولى مقاليد الحكم بالـ 24 نوفمبر 1965 م ، وبعد وفاة شقيقة الـ " راحل سمو الأمير الشيخ عبد الله السالم " ، كما كان " سموه أول وزير لوزارة الخارجية بتاريخ الكويت بالوزارة الأولى بـ 17 يناير 1962 م " ، وجاء الـ " 23 أكتوبر 1962 م ، عين وليا للعهد " ، كلف من قبل " سمو الأمير الشيخ الراحل أحمد الجابر بتأسيس الشرطة الكويت " ، وذلك بعد أحداث الـ " مجلس التشريعي الثاني " ، وكان عدد أفرادها ثمانون شرطيا " وساحة الصفاة " كان مقر " الشرطة " ،وفي عام 1955 م ، تم الاستعانة بأول بعثة من الشرطة المصرية لتدريب رجال الشرطة التي ضمت ضباط وخبير مدني بالبصمات وإلى عام 1959 م ، واستمر بهذا المنصب وسافر للملكة المتحدة لمرتين للتعرف على نظام شرطة لندن لتطبيقه في البلاد ، وقام شقيقه بعام 1951 م ، بتعيه " رئيسا لدائرة الصحة العامة " لتشهد البلاد العديد من التطورات بـ " المجال الطبي "منها " قبول عضويتها بمنظمة الصحة العالمية بعام 1960 م " ، ومن بين أعماله بفترة " رئاسته " اصدار " قانون يلزم التسجيل تسجيل كل مولود جديد وتطعيمه ضد مرض الجدري " الذي يضرب البلاد من حين للآخر وكان آخرها بعام 1932 م ، حيث توفى 4000 شخص بسببه أيضا حارب " مرض السل الذي كانت الكويت تعاني منه وأفتتح مركزا لعلاجه وقد أرسل فريق من الأطباء يجبون البلاد لتوعية الناس بخطورته " ، وقد أفتتح  " مستشفى الصباح الذي يشغل مساحته 000 و 407  قدم مربع  و 003 و 124 متر مربع بتكلفة 3070 مليون دينار كويتي " ،بالإضافة لبناء مركز " الشيخ صباح السالم الصحي بأم الحصم في البحرين " واستمر بهذا المنصب إلى 17يناير 1962 م ، حينما عين " وزيرا للخارجية بأول تشكيل حكومي " ، وفي الـ 17 يناير 1962 م ، جاء تعينه " وزيرا للخارجية في أول حكومة كويتية بعد الاستقلال وإجراء انتخابات المجلس التأسيسي برئاسة الشيخ عبد الله السالم " ليظل بمنصبة حتى اجراء " انتخابات أول مجلس أمة بالكويت ومن بعد إجراءات الانتخابات عين رئيس لمجلس الوزراء ليشكل أول حكومة بالعهد الدستوري ، وقد عين وليا للعهد بأكتوبر 1962 م " ،

Italian Trulli

كما قام " الشيخ عبد الله السالم بعام 1963 م " ، ببعثة للعراق للقاء رئيس الوزراء أحمد حسن البكر ، ليقوم بتوقيع اتفاقية التعاون بين البلدين ، واجتمع الوفدان بـ 14 أكتوبر 1963 م ، ليتفقا على عدد معين من البنود منها اعتراف العراق " باستقلال دولة الكويت وسيادتها التامة بحدودها المبينة بكتاب رئيس وزراء العراق بتاريخ 21 يوليو 1932 م " ، والذي وافق عليه " حاكم الكويت بكتابة المؤرخ بـ 10 أغسطس 1932 م " ، وتعمل الحكومة على " توطيد العلاقات الأخوية بين البلدين وتعمل على التعاون الثقافي والتجاري والاقتصادي بين البلدين " ، وأن تعمل الحكومتان على توطيد العلاقات الأخوية بين البلدين يحدوهم بذلك الواجب القومي والمصالح المشتركة والتطلع إلى وحدة عربية شاملة ، كما تولى " سموه " رحمه الله تعالى " الحكم بـ 24 نوفمبر 1965 م " ،بعد وفاة " شقيقه سمو الشيخ الراحل عبد الله السالم وأدي اليمين الدستوري بمجلس الأمة بجلسة خاصة " ،

Italian Trulli

وفي عهده تم انشاء " جامعة الكويت بعام 1966 م ، تتكون من كليتين كلية الآداب والعلوم ، وأما في عام 1969 م ،  دشن الجزيرة الاصطناعية في ميناء الأحمدي وبعام 1976 م ، وضع الحج حجر الأساس كمشروع الغاز بميناء الأحمدي ، وقد أمر برسم خطة لمشروع سكن كبير يتسع لـ 4000 وحدة سكنية من كل وزارة الأشغال العامة وافق عليها مجلس الأمة بـ 7 أغسطس 1965 م ،  بمنطقة صباح السالم نسبتا لاسم سموه " ، وهنا نصل إلى " رحيل القلب النابض بحب الوطن وذويه روح الشعب الكويتي من عاصر فترة حكمه ومن جاء بعد ذلك " رحل " سمو الأمير الشيخ الراحل صباح السالم الصباح طيب الله ثراه فجر يوم الـ 31 ديسمبر 1977 م " ، وذلك أثر تعرضه " للأزمة القلبية " ، وقد شكل مرضه ووفاته المفاجئة صدمة لكافة أبناء الوطن ، ويذكر بأن صحة سموه لم تكن على ما يرام منذ عدة سنوات نظرا لتدهورها فبعد " مؤتمر الخرطوم " في نهاية أغسطس 1967 م ، غادر " سموه "لباريس لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة في المستشفى الأمريكي ، وكان سموه متعب لتظهر نتائج الفحوصات ، وتأكد اصابته بإجهاد في البروستاتا ، وفي نهاية الزيارة الرسمية له للولايات المتحدة في ديسمبر 1968 م ، بقى في المستشفى " لإجراء الفحوصات الطبية الشاملة " في مستشفى بينسيدا التي أجرى فيها " عملية جراحية بسيطة " حيث إزالة " كيس مخاطي من الجهة الخلفية للبلعوم " ، ليعلن فيما بعد" الديوان الأميري " لحاجة سموه لقضاء فترة نقاهة تستغرق حوالي عشرون يوما  وجاء عام 1976 م ، لتتدهور حالته " الصحية بشكل كبير " ، وقد وصفها البعض بأنها كانت " سنة مرهقة " بالنسبة له فلم يكن بمقدرته مباشرة عملة اليومي المعتاد طيلة حياته عليه وقضاء إجازة في الصيف والنقاهة في جبل لبنان وذلك بسبب " اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية " ، وقد قضاها في منزله بـ " قصر الصباحية " بالمملكة المتحدة بخارج لندن ، وكانت فترة اجازته قصيرة جدا فلقد دامت لمدة خمسة أسابيع ، فقد قام بقطعها والعودة للأرض الوطن ، وذلك بسبب التوترات المتزايدة التي نتجت إلى فض للأزمة السياسية التي نتجت عنها استقالة الحكومة وحل مجلس الأمة بالإضافة لتعليق بعض أجزاء الدستور ، وتعين حكومة جديدة ، وهنا بدأ التوعك في صحته يظهر بشكل عاجل ، وفي يوم الـ 11 نوفمبر 1976 م ، أدى إلى مغادرته للندن وذلك من أجل الراحة والعلاج الطبي والضروري لفترة ربما تمتد إلى ثلاثة أسابيع إلا أن العلاج وفترة النقاهة امتد لفترة أطول من الفترة المقررة وتحسنت الحالة الصحية لسموه ، وقد قام تلفزيون دولة الكويت ببث شريطا تسجيلا مسجلا لكلمة سمو - طيب الله ثراه - بمناسبة العيد الوطني السادس والعشرون بيوم الجمعة الموافق الـ 25 فبراير 1977 م ،

Italian Trulli

واستقبل – رحمة الله تعالى – في مقر اقامته بـ " قصر الصباحية الملك الراحل حسين بن طلال ملك الأردن ووزير المالية القطري " والسفير السوري ، كما قام سموه برحلة خاصة لزيارة الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود الذي كان يتعافى من عملية في القدم أجريت له في مستشفى ولينغتون بوسط لندن ، لتكون بعد ذلك عودته لأرض البلاد في يوم الأربعاء 16 مارس 1977 م ، ولقد خرج حشد ضخم من الوف المستقبلين في مطار الكويت الدولي ، ليغادر سموه بسيارته إلى " قصر المسيلة " منتصف القامة في سيارته المكشوفة التي سارت في بطئ ، وقد تم الكشف عن تفاصيل حالته الصحية في " مؤتمر خصص لصحافيين الكويتيين " في لندن قبيل مغادرته مباشرة وعودته للبلاد ، وقد قال سموهفيه ( إنه من الطبيعي أن يكون هناك نقص في المعلومات بموضوع صحتي ، لكن هذ الأمر من اختصاص الأطباء الذين يقررون صيغة النشرات الطبية ) ،

Italian Trulli

Italian Trulli

ولقد ذكرت التقارير الطبيةبأنه استعاد وزنه الطبيعي الذي تناقص ليصل لـ 25 كيلو غرام خلال الأيام الأولى من مرضة وذلك بسبب تعرضه لذبحة الصدرية التي أدخلته العناية المركزة ، لمدة ثلاثة أيام وتبقية لمدة ستون يوم في السرير بناء ا على تعليمات الجراحين ، وكان من المفترض بأن يخضع لعملية جراحية إلا إن معنوياته المرتفعة ساعدت على تقبل جسمه للعلاج العادي هذا ما ساعد على تأجيلها ، وبعد عودته للبلاد غادر في إجازة صيفية في شهر مايو 1977 م ، للملكة المتحدة ليعود في الـ 2 أكتوبر 1977 م ، وفي يوم الـ 31 ديسمبر 1977 م ، بعد أن أستيقظ من نومه بعد شعوره في صعوبة بالتنفس قال لزوجته الراحلة الشيخة نورية الأحمد الصباح إنه يحتاج إلى طبيب حيث إنه يعاني من حرقة في داخله ليدخل بعدها في غيبوبة ويتوفى – رحمه الله تعالى- ، وبعد ظهر يوم السبت الـ 31 ديسمبر 1977 م ،نقل جثمانه الطاهر من قصر المسيلة لتشهد البلاد مسيرة امتلأت شوارعها بمئات الآلاف من أهل الكويت وصولا لمقبرة الصليبخات ، ليرحل عنا ومن بيننا سموه جسدا ويبقى ذكرى عطره لجيل الكويت ليتعلم ويستفد من مسيرته سيرته .

من بين أقواله سموه – رحمه الله تعالى - ، ( أنا وشعبي كليبونا جماعة ...  الدين واحد والهدف أخدم الشعب ...  لو ضاق صدر الشعب ما أستر ساعة ... أضيق من ضيقه ... وأستر لا حب ) ، ولحديث بقياااات .

 

Italian Trulli

Italian Trulli

 

- باحثة ومؤرخة مختصة بشؤون المرأة الكويتية ، عضو رابطة الأدباء الكويتية .

- abaramalk@gmail.com 

 

 


هل أعجبك؟


شاركنا تقييمك


أضف تعليقك

أخبار
كتب

جميع الحقوق محفوظة

2025 © دار الحكمة