قلوب محطمة

عبدالله علي القبندي

سلسله قصصيه من الواقع

قلوب محطمه
أربع سنوات عمر زواجهما..
فكرة زواجهما غريبه نوعا ما !
تعارفا عن طريق الاهل وأمضيا بشهر عسل أغرب من زواجهما !
اكتشفا لاحقا اختلافهما في النمط والسلوك والرغبات..
رغم صغر سن الزوجه الا انها بدت اكبر من عمرها سنوات ..
بدى الملل يتسرب الى حياتها حيث كانت تمشي على وتيره واحده..حسب وصفها عالبركه ..بلا اهداف ولا تخطيط.
الزوج كان يتيم الابوين ووجد نفسه مكلفا برعاية اخوته الاصغر منه
فاعتاد عالسيطره والهيمنه ..
الزوجه ترى نفسها واعيه وتحب المناقشه وترفض المثول للاوامر لمجرد انها اوامر سي سيد!
هو يرى نفسه زوجا مثاليا ينشد الاستقرار..
هي وجدت ان الوتيره الواحده التي تمشي عليها حياتهما اصبحت طوقا خانقا لها،،
وعلى مائده الغداء التي أعدها هو لها كالعاده ،قررت ان تخبره برغبتها بالانفصال..
هو اعتقد بالبدايه انها مجرد مزحه او كابوس!
لكن صوت المنبه أيقظه على حقيقة رغبتها الجاده ..
وهاهي مستعده لمرافقته للمحكمه لاتمام أمور الطلاق
اقترب منها مبتسما محاولا امتصاص انزعاجها لعلى وعسى ان تتراجع عما تفوهت به البارحة!
الا ان صوت الباب جاء اسرع عندما خرجت قبله مستقلة سيارتها..
وكما كان زواجهما غريبا ..كان هذا اليوم غريبا أيضا..
فكل منهما ركب سيارته متجها للمحكمه وشاء القدر لكليهما ان يعمل حادث انقلاب بسيارته
اضطرا لتاجيل موضوع الطلاق لفتره..
جاءا لمكتبي يستفسران عن وضعهما بعد الطلاق ويطلبان رأيي بشأن حضانة ولدهما ..
تأثرت حقيقة بموضوعهما وحاولت ان اثنيهما عن رغبتهما في الانفصال
وخصوصا طفلهما بحاجه لرعايه واهتمام منهما ولكني لم ارى اي ندم بعينيهما!
بل عاجلني برده انه تقدم بخطبة اخرى وسيتزوج قريبا!
التفت اليها لعلي اجد بادرة أمل او ندم على وجهها الا نها قاطعتني بقولها
انه والد ابني وأكن له كل الحب والاحترام
وان الطلاق لا يفسد للود قضيه
واتمنى ان يرى السعاده مع زوجته الجديده..
قرارهما بالانفصال رغم حبهما الواضح لبعضهما البعض كاد ان يجلطني
اقترب منها هامسا ،،هل يمكنني
ان أوصلك للشقه لتجمعي اغراضك وحاجياتك الى بيت والدك؟
( مع ابتسامه عريضه متبادله..)
ماهي الرساله التي ارادا ايصالها؟
—-—-—-—
انتهت الحياة الزوجيه بينهما ولكن بقيت الموده والاحترام ..
تمنيت ان يحذو حذوهما كل من قرر الانفصال من الازواج..فطلاقهما كان طلاقا دافئا ملؤه الاحترام والموده
وهذا مايسمى بالطلاق الذكي

هل أعجبك؟


شاركنا تقييمك


أضف تعليقك

التعليقات
أخبار
كتب

جميع الحقوق محفوظة

2024 © دار الحكمة