قطر تدري

عبدالله علي القبندي



منذ سنوات إلتقيت بالكابتن البحري توفيق الكلبي .. وقال لي بأنه متابع لكتاباتي بالجريدة (( القبس )) وأقترح عليّ أن أذكر بمقالة قادمة ويكون عنوانها * كويت الماضي .. دبي الحاضر .. قطر المستقبل * .. تحديداً كان اللقاء في 2006 

فازت قطر بتنظيم بطولة كأس العالم 2022 وما أن وقع عليها الإختيار حتى حيكت المكائد ضدها وواجهت الدوحة الهجوم والسيوف بحِكمة وحِنكة ووافقت على الشروط والمضامين بدبلوماسية وذكاء
فالإستضافة ليست بالسهلة فهي تحتاج لجهد جهيد وعمل مضاعف من أمن وترتيب عالي الجودة والمزيد من الحذر فإن الضيوف من العالم ومعظمهم لم يأتوا للمنطقة الصحراوية وإن سمع أو قرأ عنها فالمعلومة منقوصة أو مغلوطة عن المنطقة العربية ..

الغيرة والحسد والضغينة على التنظيم .. لم تهدأ وكانت بفنون وأموال دفعت لعدم إنعقاد التنظيم وفي المقابل كانت قطر لها بالمرصاد وتقابل كل مؤامرة بدبلوماسية وحل وتوصل الرسائل بأنها ليست غائبة بل حاضرة وجاهزة ..

الضيوف من ثقافات متعددة وأديان مختلفة وتوجهات دخيلة  منها الصالح ومنها الطالح الشاذ 
ورأينا التعامل مع كل طارئ بإسلوب يدل على أنها جاهزة لإدارة المخاطر وكأنها منتظرة الحدث الطارئ لتقول الحل موجود
حافظت قطر 🇶🇦 على الهوية ولم تلبس ثوب آخر .. بل سوقت وروجت للثقافة الأصيلة بصورة حسنة وكانت النتائج .. الشوق والتمسك وترقب العودة من الضيوف لقطر 
النتائج لا حصر لها فالأسواق عملت وتنشط الإقتصاد وفُرض القانون وتطبق بإحترام ومن كان يجهل أو ينبذ المنطقة .. لا قول له إلا الإشادة ..
والثقافة الحسنة عكست الإحترام من قبل الضيوف 

العالم إجتمع بقطر .. فنستطيع القول على أن الإمكانية والعطاء لا يكون من كبير أو صغير .. فالعمل المضني يحتاج لإخلاص وتركيز لتكون النتيجة صائبة
لا نعرف من أين وفي أي موقع نشكر قطر ..
 فالعدو الصهيوني عرف وعلم وتيقن من كرهنا له وشاهد بنفسه ذلك عندما هجروه الضيوف ووسائل الإعلام
حتى رفض الناس الظهور عبر شاشة الكيان

وأثبتنا للعالم بأن منطقتنا تصلح لتكون سياحية
علِم وعرف من كان يجهل سماحة الإسلام .. ما هو الدين الإسلامي من خلال إكرام الضيف وإحترامه .. الجهود التي بذلت لنجاح التجمع لم يكن من حكومة قطر فقط .. وإنما من الشعب القطري أيضاً الذي فتح عينه قبل بيته للإستقبال .. وكذلك الذين نشروا ثقافة اللباس العربي والإحتشام ..
الملاعب لم تكن كالأندية التي نشاهدها ونعرفها وإنما على مستوى عالي الجودة .. يستضيف عشرات الألوف من الجمهور بالوقت المعلن والمحدد وينصرف الجمهور بالشكل الطبيعي .. فالأعداد التي كانت تحضر لمشاهدة المباراة لا يستطيع السيطرة عليه الجهاز الأمني إلا أن يكون عالي الجاهزية والإمكانية ..
الشعارات ومواد الإستضافة كانت مدروسة ومقبولة وناشرة للثقافة .. فاليوم المنطقة بإمكانها أن تعتمد على نفسها ولسنا أسرى للغير فالأموال متوفرة والسواعد جاهزة والعقول ناشطة وواعية 
ورأينا تفاعل قطر مع كل شاردة وواردة ومتابعة رأس الدولة وإصدار أوامره للتنفيذ فعلى سبيل الذكر لا الحصر عندما قامت إحدى المؤسسات التربوية بالكويت بالتهنئة والتحية لقطر على تنظيم المونديال .. 
رُدت التحية من قطر بأحسن منها أن خصصوا طائرة ومكان لإستضافة مدرسة بكاملها في الدوحة
ما حصل من تنظيم وإستضافة لم يكن حدث رياضي فحسب وإنما كان العرس الجماعي .. 

فعلاً كان العرس لا الرياضي فقط وإنما ،،،  
ترتيب - رياضة - إعلام - ثقافة … إلخ

النجاحات التي حققتها قطر سيلقي بظلاله على كل من ينوي تقديم إستضافة حدث كبير ويتعلم من المدرسة القطرية  


الرجال أربعة : رجل يدري أنه يدري، فذلك العالم فاسألوه؛ ورجل يدري ولا يدري أنه يدري، فذلك الناسي فذكروه؛ ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري، فذلك الجاهل فعلموه؛ ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري، فذلك الأحمق فإجتنبوه

 وقطر تدري وتدري أنها تدري لذلك إرتدت ثوب النجاح الذي يصعب على الغير لبسه ولكن ممكن أن يتعلم منه فزكاة العلم نشره 


هل أعجبك؟


شاركنا تقييمك


أضف تعليقك

التعليقات
أخبار
كتب

جميع الحقوق محفوظة

2024 © دار الحكمة