الفطرة البريئة

بقلم كابتن / موسى بهبهاني




في مساء احد الايام  وصلت الى المنزل ودخلت الى الصالة وفى الغرفة المجاورة كان احفادي ( ماريا -فاطمة الزهراء-علي-مهدي-جعفر -اسحاق )
مجتمعين ويتناقشون بالحديث مع بعضهم البعض عن الحرب الدائرة بين الصهاينة و الفلسطنيين .

فجلست بالصالة الرئيسية للاستماع لمناقشاتهم الشيقة… وكان النقاش بينهم بان 
( الاسرائليين قتلة ومجرمين يقتلون الاطفال و الامهات )
( سرقوا دولة فلسطين وطردوا سكانها منها )
( الاسرائليين مو زينيين )
( احنا لازم نساعد فلسطين )
( ذكروا بانهم فى المدرسة يبتهلون الى الله عز وجل بحقن دماء الاطفال الفلسطينيين )
و اضافوا بان 
(الاعداء يدمرون المنازل بالصواريخ فيقتل الاطفال بهدم منازلهم عليهم وهم نائمون ) !!

-كنت انصت وانا اشعر بالفخر بهؤلاء الصغار الذين يتكلمون بما يدور فى وجدانهم وبفطرتهم البريئة العفوية مستنكرين الظلم .

- و بالرغم من صغر اعمارهم ، فأكبرهم ١١ سنة واصغرهم ٥ سنوات،  الا انهم يملكون الروح الانسانية النقية من الشوائب ، التى ترفض الظلم والقتل والدمار ، بعكس البعض ، وهم قلة ،  الذين انبطحوا للصهاينة ويدافعون عن القتلة الظلمة !!

وبعد ذلك دخلت الى الغرفة وكان الاحفاد محط تساؤل حول مايدور فى غزة فتوجهوا اليّ و سألوني :
لماذا يقوم  الاسرائيليون بقتل الاطفال ؟؟؟
فقلت لهم لان الصهاينة مجرمون ، فادعوا لاهل غزة بالثبات والنصر وبالفعل دعوا الله لنصرتهم.

-هذا مؤشر إيجابي بأن أجيالنا القادمة بخير ولله الحمد .

فتوقفت وخيرتهم بين أنواع الطعام التي يريدونها لوجبة العشاء ؟
فاختلفت الآراء ، فمن قائل أريد جبناً وبيضاً وآخرين طلبوا المشويات  …

فتفاجأت ..لانهم عادة يطلبون الوجبات السريعة !!
وهنا استغربت متسائلاً …  لماذا لم ترغبوا بالوجبات السريعة كعادتكم ؟؟
استنكروا وقالوا لا !!  فهذه المطاعم  يمّولون الصهاينة ويقتلون الاطفال بتلك الاموال و بالتالي نحن مقاطعون لتلك الوجبات !!!

-بالفعل هؤلاء جيل يجعلنا نفتخر بانهم بالرغم من الاعلام الموجه عالمياً لتحسين صورة الصهاينة ، وبالرغم من عدم قدرة المجتمع الدولي على ادانة العدوان والفشل فى ايقافه وعدم اتخاذ قرارات المقاطعة الاقتصادية ضد المعتدين ، وبالرغم من التقارب العربي مع اسرائيل والتطبيع ، وبالرغم من المناهج التعليمية التي تحّسن صورة الطغاة ، وبالرغم من ان اهل غزة ظلوا منفردين فى مقاومة المعتدين ….. ، بالرغم من كل هذا وذاك ،
الا ان فى تلك الملحمة التي يقوم بها ابطال المقاومة أبادت و أهلكت كل تلك الخطط والمؤامرات والمكائد النتنة  وجعلت الاطفال قبل الكبار يتعاطفون مع اهل غزة ويناصرون القضية الفلسطينية و يقفون مع الحق ضد المعتدين .

-بالتأكيد فإن هذا المشهد هو السائد بصورة عامة حالياً بين ابناء المجتمع الكويتي قاطبةً والمجتمعات الاسلامية عامةً بدليل نجاح المقاطعة الشعبية ضد الشركات الداعمة للقتلة .

-فالفطرة السليمة تدعو إلى العمل بالفطرة الربانية التى فطرها الله فى الانسان و من تصرفات الاطفال البعيدة عن الامور السياسية والدنيوية والمصلحية نشاهد الوقوف مع الحق الفلسطيني مستنكرين مايجري على غزة من قتل وتدمير وتجويع وابادة ،وانهوا موفقهم الكبير عبر الفطرة السلمية بدون توجه من اي شخص مقاطعين الوجبات السريعة التى كانوا يعشقونها ومنها تبلورت فكرة المقاطعة لكل الشركات التى تقف علناً مع المعتدين الصهاينة .

اذا كانت نظرة هؤلاء الاطفال الابرياء هكذا ،أليس من الواجب ان يكون موقف بعض المتصهينين و المطبلين اكثر اصراراً بالمقاطعة بدلاً من وقوفهم مع القتلة ؟؟؟

-اتساءل ويتساءل الاخرون ، حين يراودنا الشك بان الصهاينة بشر ، بسبب ما يقومون به من قتل وابادة للمدنيين الابرياء صغارا وكبارا ،والقتل والابادة لهذا الشعب الاعزل مستمرة ولا يزال لأكثر من مائة يوم ؟؟؟
هل الاستمرار فى قتل الاطفال والمدنيين امر عادي ؟؟
لماذ اختل الامن فى غزة ؟؟
الاجابة :

لقد جبل هؤلاء ( الصهاينة ) منذ تأسيس هذا الكيان السرطاني فى ارض فلسطين على المجازر والقتل ، بسبب عدم وجود موقف حازم وعقوبة رادعة من المجتمع الدولي  ضد ما يقوم به هؤلاء الصهاينة من جرائم في حق الشعب الفلسطيني ، و لذلك فهم مستمرون في نهج هذا الأسلوب الهمجي الوحشي الذي ينافي القيم والاخلاق الإنسانية. . 

ولذلك فإن الدول الداعمة للصهاينة لا يعيروننا أي اهتمام ويستضعفوننا بسبب تفككنا كأمة اسلامية وابتعادنا عن الدين .

عن النبي الاكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم :

 { مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم ، وتَرَاحُمِهِم ، وتعاطُفِهِمْ . مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى }

الرحمة و التواد والتعاطف  تعني الشفقة و التوجع و التأذى لما يحصل من الضر و الظلم للآخرين، فأين أمتنا الاسلامية مما يحدث لاهلنا واخواننا فى غزة المحاصرة ؟؟
 اين نحن من القتل والابادة اليومية  للمدنيين الابرياء ؟؟

ختاماً :

كل الشكر لاسر الاطفال وللهيئة التدريسية والشكر الخاص للقيادة السياسة على ثباتهم على الموقف المعلن للوقوف مع الحق الفلسطيني .
ففى الكويت نفتخر بالموقف الرسمي والموقف الشعبي المتوافقين مع الحق الفلسطيني والرافضين القتل والعدوان  .

وكل الشكر للتحرك الشعبي الذى ناصر المظلومين ابناء الشعب الفلسطيني وانتهج مقاطعة منتوجات الشركات الداعمة للصهاينة .

اللهم انصر الاسلام والمسلمين واخذل الكفر والكافرين ، اللهم أحفظ الكويت آمنة مطمئنة ، والحمد لله رب العالمين .

 

هل أعجبك؟


شاركنا تقييمك


أضف تعليقك

أخبار
كتب

جميع الحقوق محفوظة

2024 © دار الحكمة