إختلاق الازمات

بقلم كابتن / موسى بهبهاني




بداية سأتطرق في هذا المقال لعدة احداث هامة تهم جميع اهل ديرتنا الحبيبة والتي مررنا بها خلال الايام القليلة الماضية .

هناك وزارات سيادية تزيد في  أهميتها عن الوزارات الاخري وهي ( وزارتا الداخلية والدفاع ) ، وقد سبق وان نلنا شرف الانخراط فى الخدمة العسكرية ، وتعلمنا الكثير من تلك المهنة الشاقة والتي تعتمد على اللياقة البدنية العالية والاهتمام بالنظافة الشخصية ( حلاقة اللحية وقص الأظافر ) وكذلك النظافة العامة بالبدلة العسكرية التي يجب أن تكون مكوية ومرتبة بدءاً من الكاب الذي يوضع على الرأس إلى بدلة العمل ، إنتهاءاً بالحذاء الذي يجب أن  يكون مصبوغاً ونظيفاً ، كرمكم الله .بما يسمي ب( الهندام العسكري ) .

وهناك عرف عسكري مطبق في المؤسسات العسكرية منطوقه ( الخير يخص والشر يعم ) ، فكل من تبدر منه اية مخالفة ، يتم تطبيق العقوبة على الجميع ،  وبالرغم من شدة هذا العرف إلا انه يعلم الأفراد الحفاظ على النظام العام لعدم تضرر زملاءه الآخرين بسببه .

ولجنة الانضباط من الشرطة العسكرية كانت تخضع الجميع من ضباط وأفراد لهذا القانون دون تمييز للتأكد من الالتزام بالتعليمات العسكرية الصارمة بخصوص عدم التأخير عن الالتحاق بالعمل بالاضافة إلى التفتيش على الهندام والنظافة العامة  .

وللأسف تغير كل ذلك فى السنوات التى تلت تحرير الكويت من الغزو الغاشم .

قصة من الواقع

اثناء أدائي شرف الخدمة العسكرية وعندما هممت فى صباح احد الايام بالدخول إلى معسكر الجِيوان  بجانب بوابة الدخول الرئيسية صادفتني نقطة تفتيش من الشرطة العسكرية وكان دورهم التأكد من النظافة العامة والهندام اللائق وطول الشعر واللحية وخلافه وكان شعري طويلا بمقاييس الشرطة العسكرية ، مع أنه لم يكن يتجاوز السنتيمتر الواحد ، فتم سحب هوية العمل وبطاقة الدخول مني ،الضباط المخالفون أركبوهم الحافلة ، أما الأفراد والرتب التي تقل عن رتبة الضباط فأركبوهم  سيارة نقل الافراد ، وبعد ذلك تم نقلنا إلى ادارة مبني الشرطة العسكرية ، وظللنا واقفين لمدة ٣ ساعات فى الساحة بشكل طابور عسكري و تحت أشعة الشمس الحارقة ، ومن ثم بدأ العقاب العسكري الشاق ، الزحف والجري والسير الجماعي في طابور العرض ، وبعد تلك التمارين الشاقة والتي كانت عقاباً لنا ، جاءوا بعدد ٣ كراسي وحلاقين ، جلسنا بالتناوب على الكراسي وبدأ  الحلاقون بحلاقة شعورنا بالماكينة عند   ( درجة صفر ) و فى ختام تلك الحفلة حضر الينا آمر الوحدة  وألقي علينا محاضرة تتضمن الحرص على الالتحاق بوحداتنا دون تأخير و الاهتمام بالقيافة العامة ، فالعسكرية اناقة ورجولة والتزام  وصورة حسنة وقدوة لسائر أطياف المجتمع ، و غادرنا المعسكر بعد انتهاء الدوام الرسمي و الشرطة العسكرية قامت بمخاطبة وحداتنا بتواجدنا فى ذلك اليوم فى ضيافتهم .

وكان الدرس الاول لنا هو الاهتمام بكل شي بدءاً من الالتزام بالدوام الرسمي و الاهتمام بالهندام العسكري فتلك المهنة هي مهنة الالتزام و الشرف والأخلاق  .

ملحوظة :

العسكرية تتميز ببرتوكولات خاصة بها وكذلك تنفيذ الأوامر  دون اعتراض من الرتب العسكرية الأدني إلى الاعلي . اي الأقدمية والرتبة هى المقياس للتدرج الوظيفي والأمر العسكري .

ومن المعلوم بأن كل من يرغب بالانضمام إلى تلك المؤسسة يعلم تماماً قواعدها وعرفها وقوانينها الصارمة .

-ونتطرق للحديث عن (  وزير الداخلية والدفاع )

 بالعرف العسكري يعتبر الوزير اعلي رتبة عسكرية فى القطاع الذي يديره حتى وان كان مدنياً ،من مهامه الرئيسية التأكد من تواجد جميع منتسبي تلك الوزارتين الهامتين فى اماكن عملهم خاصة المخافر و على مدار الساعة .
 ومن صميم عمله الحزم والشدة والاهتمام فى تلك القطاعات الهامة التى من مهامها الحفاظ على الامن والامان فى جميع الأوقات فى الوطن .

والمستغرب ان يقوم بعض اعضاء المجلس التشريعي : 

١/ بالتدخل السافر فى الامور التنظيمية الادارية !!

٢/ كذلك التدخل بالأمر العسكري للمسئول عندما يقوم بتطبيق العقوبة المباشرة على من يتجاوز مهام عمله !!

-وبكل قبح  يتفوهون بكلمات جارحة غير مهنية وبشخصانية على الوزير الذي يقوم بدوره المناط به !!!

فى السابق كانت السلطتان التنفيذية والتشريعية يختلفان بالرأي والنقاش ، ولكن كان الحديث يتم في إطار من الإحترام المتبادل ودون تجريح ، او انتقاص طرف للطرف الآخر ، وللأسف تلتها فترة أختلت فيها الموازيين ووصلت إلى أن بعض الاعضاء قاموا بالتمادي واستخدام ألفاظ غير مناسبة ولا تتناسب مع مكانة بيت الامة ، حيث ينعتون الوزراء وزملاء لهم بالمجلس بأقبح الصفات بدلاً من الرد الموضوعي 
ويزّكون انفسهم من كل سوء ؟؟؟
متدرعين خلف الحصانة والتى غالباً ما يساء استخدامها !!!

وللأسف انتشرت تلك الثقافة ( المذمومة ) بين الجميع ، بين الطلبة فى المدارس ،وبين اللاعبين الرياضيين ، حتى أن التطاول وصل الى قاعة عبدالله السالم ، بالطعن بالذمم وتخوين وكيل الاتهامات الباطلة والتطاول على الآخرين ، وانعدام الاحترام والتقدير، وانتشرت بدلاً عنها ثقافة قلة الادب وعدم الاحترام .

و هذا التخلف والتراجع الكبير في جميع المجالات سببه عدم المحاسبة وعدم وضع الخطط المحّفزة لاصلاح المسار وعدم تفعيل ثقافة القيم والاخلاق . 

ويهدف بعض النواب من تدخلهم ومغالطاتهم لتسجيل مواقف مصلحية انتخابية ،و منهم من يتفوه بكلمات ( لا تليق ) و يصر على عدم حذفها !!!

-شر البلية مايضحك قبل تشكيل الوزراة صدعونا بان سمو رئيس الوزراء الجديد مطلب شعبي وعندما شكل الطاقم الوزراي انقلبوا على أعقابهم !! لماذا !!!!

-المطلوب من وزير الدفاع والداخلية

 -العمل على تطبيق القانون دون مجاملات ولا رضوخ لهؤلاء الأصوات النشاز والذين بسبب تدخلاتهم و توسطاتهم تراجعت كفاءة تلك المؤسسات الهامة .

-شن حملة شاملة على جميع إدارات ومراكز 
 منتسبي هاتين الوزارتين للقضاء على كل السلبيات التي تظهر بين الحين والآخر .

-اعادة الفحص  الطبي لكل منتسبي المؤسسات العسكرية مع وضع برنامج تدريبي لصقل وبناء البنية الجسمانية .

-تفعيل دور ادارة الرقابة والتفتيش فى جولات ميدانية مفاجئة لجميع قطاعات الداخلية للتأكد من تواجد الجميع وضبط المقصرين ومعاقبتهم ،ومكافأة الملتزمين وتشجيعهم .

-اتخاذ القرار الفوري بألغاء جميع الإعفاءات للعسكرين والمنتدبين  ( تحت بند هذا محسوب على فلان أو متنفذ ) والعودة مجدداً إلى وحداتهم .

لا تهاون و لا تفريط في أمن الوطن ولا يسمح لأي من كان بمحاولة التدخل فى تلك الأمور الامنية التنظيمية تحت أي ظرف

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين

 

هل أعجبك؟


شاركنا تقييمك


أضف تعليقك

أخبار
كتب

جميع الحقوق محفوظة

2024 © دار الحكمة