الكويت عز و فخر

بقلم كابتن / موسى بهبهاني





في مثل هذا اليوم من كل عام وتحديداً في شهر فبراير وبتاريخ ٢٥ - ٢٦ أنعم المولي عز وجل علينا بنعمتين لا تقدران بثمن وهما نعمة يوم الاستقلال والأخرى نعمة يوم التحرير من الغزاة وعودة الكويت وشرعيتها حرة ولله الحمد والشكر

ونستذكر  تلك الاحداث المؤلمة لنرويها للأجيال القادمة كي يعوا أبناء وطننا الأعزاء ماذا جرّي خلال تلك الجريمة الكبري - احتلال الكويت - والتي روعت أهلها في فجر يوم الخميس الأسود 2/8/1990 .

فبين ليلة وضحاها، إنقلب الحال من سلم إلى حرب، ومن إستقرار إلى تشتت في أرض الله الواسعة ، ومن حالة الأمن والأمان إلى حالة الخوف و الذعر ... مصابنا كان كبيراً ، عانينا لمدة ٧ شهور متتالية، حدث فيها الكثير من الأحداث والقصص المؤلمة ، فلقد كانت طعنة بالظهر من جار مسلم، يصعب علينا نسيانها ، ولم يتمكن الغزاة أبداً بأن يضعفوا جبهتنا الداخلية ، 
والتنكيل لم يفتّ في عضدنا ، و لم يُدخل الضعف على قلوبنا ، بل بالعكس أزداد تماسكنا ، وتلاحمنا ، وتكاتفنا ، وكنا كالأسرة الواحدة نساعد ونساند كل منا الآخر

- منذ اليوم الأول من الغزو الغاشم انتفض الشعب الكويتي قاطبةً نساءً ورجالاً ، شباباً وأطفالاً ونزلوا إلى الطرقات رافعين اعلام الكويت صور الأمير الراحل الشيخ / جابر الأحمد وولي العهد الراحل الشيخ / سعد العبدالله طيب الله ثراهم ، منددين بالغزاة ورافضين الاحتلال وغير مبالين بالموت فالشهادة في سبيل الوطن عز وفخر

فالشعب الكويتي سطر أروع ملحمة من التضامن والتعاون ، والوحدة الوطنية ، في تلك الظروف الصعبة ، ورصوا صفوفهم ضد الغازي المحتل ، وقفوا كالسد المنيع ضد كل من حاول بث الفتنة بيننا ، ملحمة مليئة بالأحداث البطولية والحزينة ، فيها تجلت المقاومة والبطولة في سبيل الحرية ، وكتبت أحداثها بدماء شهداءنا الأبرار، وبصرخات اليتامى والأرامل ، والثكالى ، ممن فقدن أبناءهم وأقربائهم وأحبائهم

في فترة الغزو الغادر غادرت جميع العمالة الوافدة البلاد عائدين الي اوطانهم ( ذلك من حقهم ) خوفاً على أرواحهم فتوقفت جميع الأعمال في مؤسسات الدولة ، انتفض الكويتيون الصامدون والذين أثبتوا للجميع أصالتهم رجالاً و نساءً وشباباً أنهم أقوياء بكرامتهم وعزتهم ، ظهر معدنهم المشرف خلال ما واجهوه من ظلم وطغيان ، وأشتدت عزيمتهم وألتفوا حول قيادتهم الشرعية في مشهد من النادر حدوثه وقاموا بجميع الأعمال المختلفة الصغيرة و الكبيرة والإنسانية والحيوية بالرغم من خطر مواجهة الغزاة ، وبفضلهم استمرت الحياة في الكويت المحتلة دون أن تغيب عنها الخدمات العامة والاساسية طيلة ٧ شهور ، 
وثبت خلالها إن - ابن الوطن هو الركيزة والأساس الذي يعتمد عليه في الأزمات - .

—الكويت عز و فخر - 

نحتفل في احياء هذه المناسبات الوطنية بمشاركة أبناءنا وأسرهم والمقيمين الشرفاء على أرضنا الطيبة ، وكم هو جميل الروح والحس الوطني والولاء للكويت ، فالمواطنون المخلصون للكويت والمقيمون المحبون لهذا الوطن الغالي يشاركوننا  الافراح بكل سعادة ومحبة لتعم مظاهر الفرح في قلوب جميع من يعيش على هذه الأرض الطيبة

إتخاذ القرار الحازم :

-ندعوا رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ / محمد الصباح إلى تطبيق الآلية السابقة لإحياء هاتين  المناسبتين الغاليتين على قلوبنا فبدلاً من انتهاج الفوضى بالاحتفالات ، ورمي البالونات المليئة بالماء والحصي والثلج والمواد الضارة ، مما تتسبب بإصابات مباشرة خطرة على الإنسان وكذلك تتسبب في أضرار مادية بتلف المركبات ، بالإضافة إلى انتشار المخلفات على طول الطرقات العامة

وخيراً فعلوا رجال الامن بمخالفة وتجريم هذه الأفعال السيئة ومنع المظاهر المشوهة على احتفالاتنا الوطنية ، والتعامل الحازم والفوري مع مخالفي قانون حماية البيئة وخصوصاً رمي وتقاذف بالونات الماء واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم ، والحد من أي سلوكيات وظواهر سلبية

بل يجب إتخاذ القرار الحازم بالقضاء على هذه الظواهر الشاذة التي تشوب الاحتفالات المشوهة والدخيلة على مجتمعنا ، فذلك سلوك مشين خارج عن الآداب العامة ، واتخاذ القرار الصائب بالعودة لإحياء الاحتفالات المنظمة اعتباراً من السنة القادمة بإذن الله بعمل احترافي منظم تشارك فيه جميع وزارات ومؤسسات النفع العام للقطاعين العام والخاص ، وذلك بإقامة الكرنفال العام المنظم كما كنا نفعل في السابق ، مسيرة تقام على امتداد شارع الخليج العربي بمشاركة مختلف مؤسسات الدولة العامة والخاصة ، وبمشاركة طلاب وطالبات المدارس إضافة الى مشاركة الفرق الشعبية باستخدام الشاحنات المزينة بديكورات ومجسمات جميلة ، 
وتكون اماكن تواجد الأسر على جانبي الطريق وهم يشاهدون ويتابعون تلك الاحتفالية الغالية على قلوبنا جميعا باطمئنان و أمان ومن ثم يتبع المسيرة عرض الطائرات الحربية والاستعراضية وتختتم الفعالية بإطلاق الألعاب النارية ، وكانت الاحتفالات تتميز بمدي رقيها وتنظيمها بالإضافة إلى الفعاليات التي تقام في كل محافظات الكويت ، الأعياد الوطنية في السابق كانت تمتاز برونق خاص وكانت تحمل مغزى ومعنى حيث كنا نستشعر بالروح الوطنية الحقة في أعماقنا في ذلك الزمن الجميل

ختاماً :

رحم الله أبطال التحرير و رموز الوطن
الشيخ / جابر الأحمد الصباح
الشيخ/ سعد العبدالله الصباح
الشيخ / صباح الأحمد الصباح
الشيخ / نواف الأحمد الصباح
الشيخ / فهد الأحمد الصباح
الشيخ / سعود الناصر الصباح

و ندعوا المولي عز وجل بالشفاء  
للشيخ / جابر خالد الصباح 

ولن ننسى شهداءنا الأبرار، من رجال و شباب ، و نساء و فتيات ، وما قدموه من تضحيات جليلة للوطن العزيز، سائلين الله عز وجل ، بأن يتغمدهم بواسع رحمته ، ويسكنهم فسيح جناته ، وينزلهم منازل الشهداء

 كم يا أغسطس كنت قاسيا
وكم يا فبراير كنت حانيا 

- بالوحدة الوطنية و الحرص علي تكاتفنا وتعاوننا في ما بيننا ، والسعي نحو العمل الجاد تظل الكويت - عز وفخر - و منارة الخير بحكامها وشعبها الوفي

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة ، والحمد لله رب العالمين


هل أعجبك؟


شاركنا تقييمك


أضف تعليقك

أخبار
كتب

جميع الحقوق محفوظة

2024 © دار الحكمة